إبراهيم (١) بن محمد بن خليل بن سبط العجمي المعروف بالقوف، الإمام العالم الحافظ برهان الدين أبو إسحاق الحلبي، محدّث البلاد الشمالية ومؤرخها وخاتمة هذا الفن بتلك النواحي، مولده كما وقفت عليه بخطه في سنة ثلاث وخمسين وسبع مائة.
ورحل إلى البلاد وسمع بدمشق وغيرها وقرأ الكثير، ورافق الشيخ شمس الدين الجزري وغيره، ومهر في الحديث وسار اسمه واشتهر صيته ورحلت إليه الطلبة للأخذ عنه وكذلك المشايخ الحفاظ كالحافظ ابن حجر وابن ناصر الدين والفاسي وشكروه ووصفوه بالمهارة في الفن وجمع له بين علو الرواية والدراية في هذا الزمان.
وتخرّج عليه من فضلاء بلده قاضيها العلامة المحدث علاء الدين ابن خطيب الناصرية وقد أكثر عنه في تاريخه لكن يدلّسه تارة بعد أخرى، ولقد وقفت على عجائب له في ذلك، وفي غالب مشايخه.
وبلغني أنه -رحمه الله- كان كثير التحري والضبط، ثقة في النقل صدوق يراجع الشيء ولو أنه من الظاهرات المشهورة، ولا يعجل بالجواب وهذه من علامات الثقات الأثبات، وانتصب لنفع الناس فانتفع عليه جماعات من بلده وغيرها كحماة وحمص وما قارب ذلك.
وحجّ في سنة ثلاث عشرة وقدم دمشق قبل ذلك وأخذ بها عن جماعة من الأئمة.
ولم يزل في علوّ وارتقاء وهو كبير البلد له منزلة عند الدولة وهو