ومن العجائب أنه كان يهاب ركوب البحر فكان لا يتوجه إلى منزلهم بالروضة بجانب المقياس أيام زيادة النيل خشية من ركوب البحر، فاتفق أنه لم يمت إلا غريقاً -رحمه الله تعالى وعفى عنه- انتهى كلام الحافظ ابن حجر.
قلت وهو من أئمة الحديث وله. . . فيه، وله مشاركة في غيره من الفنون، وكان الشيخ ممن يعترف له بالفضل ويراعيه، وأخذ من الشيخ وظائف لما ولّي القضاء ثم أعيد بعضها إليه بدخول الكبار.
وكان المذكور له إقدام وعنده شمم، وفي يده جهات كثيرة من المناصب الكبار.
وقد أثنى عليه الشيخ شهاب الدين ابن حجر في تاريخه ووصفه بالعفة في مباشرته، وبالعلم وكان بينهما صحبة ومكاتبات.
مات المذكور في شوال كما تقدم سنة الفتنة وهي سنة ثلاث وثمان مائة -رحمه الله تعالى-.
* * *
بدر الدين (١) ابن العصياتي
محمد بن إبراهيم بن أيوب العلامة بدر الدين ابن العصياتي الحمصي. تفقه بدمشق مدة على بعض مشايخها بالبادرائية، وشارك في الفضائل وسمع الصحيح على بعض أصحاب ابن الشحنة، وتوطن ببلده وصار شيخها وانتفع به جماعة هناك، وأفتى ودرّس ووعظ فانتفع به الخاصة والعامة.