وقد بسط ذلك في ذكر عبارة المشايخ في حقه وحق والده في إجازاته لما عرض عليهم أخواه القاضي جلال الدين وعلم الدين، ثم رجع مع والده واشتغل ومهر وفاق أقرانه وتقدم.
وكان شكلًا حسناً محبباً عند والده ظنيناً به فأدركه أجله وفجع به والده فمات شاباً في ثامن شعبان سنة إحدى وتسعين وسبع مائة وقد جاوز الثلاثين بيسير -رحمه الله تعالى وعفا عنه وعنا به ودفن بمدرسة والده التي أنشأها.
* * *
[الشيخ شمس الدين النابلسي]
محمد بن (١) علي بن يعقوب النابلسي ثم الحلبي الشيخ العالم الفاضل المفنن البارع شمس الدين أبو عبد الله.
مولده سنة بضع وخمسين وسبع مائة وكتابه التنبيه ثم المنهاج ثم التمييز وشرع في حفظ الحاوي وحفظ أيضاً التسهيل والشاطبية ومختصر ابن الحاجب ومنهاج البيضاوي وغير ذلك، وتفقه ومهر ودرس، وكان يكرر على محفوظاته.
قال الحافظ أبو إسحاق الحلبي: وكان سريع الإدراك محافظاً على الطهارة شديد الورع سليم اللسان صحيح العقيدة، لا أعلم بحلب أحداً على طريقته.
وكانت وفاته في ربيع الآخر سنة أحد وثمان مائة بحلب رحمه الله تعالى.
(١) إنباء الغمر لابن حجر ٤/ ٨٨، الضوء اللامع للسخاوي ٨/ ٢٢٥ (٥٨٩)، شذرات الذهب ٩/ ٢٤.