فمنها تكملة شرح شيخه الأسنوي المنهاج ثم شرع في تكملته من الأول فحينئذٍ صار شرحاً مستقلًا وهو شرح حسن كثير الفوائد وله الخادم أيضاً وهو الكتاب الحافل على الشرح والروضة في معنى التوسط كما تقدم، والتنقيح على البخاري وشرح جمع الجوامع والبحر في الأصول وثلاثة أجزاء جمع فيه جمعاً كثيراً لم يسبق إليه وغير ذلك.
وكان المذكور فقيهاً أصولياً أديباً فاضلًا صنّف في الأدب كتاباً سماه ربيع الغزلان.
أخذ العلوم عن الأسنوي ومن في طبقته وسمع الحديث بدمشق وغيرها ومهر في الفنون، وكان فاضلًا في جميعها ودرس وأفتى وانتصب للإشغال والإفادة فتخرّج عليه جماعة من الفضلاء ومن أخصهم به شيخنا العلامة شمس الدين البرماوي حتى أذن له في إصلاح مصنفاته كما أخبرني به بذلك شيخنا المذكور.
درس الشيخ بدر الدين بالقاهرة بعدة مدارس وولي مشيخة خانقاه كريم الدين بالقرافة الصغرى ودفن بها.
وإنما ذكرنا ترجمة الشيخ بدر الدين وإن كان ليس على شرطنا لما ستعلمه في وفاته لأنه. . . الشيخ وأخذ عنه كذا بلغني ثم رأيت ذلك مصرحاً به في ترجمة الشيخ لولديه وقد عده من أصحابه غيرهما ممن ترجم للشيخ بعدهما.
مات كهلًا في رجب سنة أربع وتسعين وسبع مائة رحمه الله تعالى.
* * *
[شمس الدين القليوبي]
محمد بن (١) عبد الله بن أبي بكر القليوبي الشيخ العالِم المفنن البارع
(١) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤/ ٥٣ (٧٤٥)، إنباء الغمر لابن حجر ٦/ ١٩٢، الضوء اللامع للسخاوي ٨/ ٨٣ (١٧٢)، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ١٤٩.