وكان حسن الوجه والشيبة، مات بعد خروجه من الحمام في شعبان سنة ست وثمان مائة وله إحدى وثمانون سنة وثلاثة أشهر -رحمه الله تعالى-.
قلت: وترجمة الحافظ المذكور استيعابها يطول لا سيما في مختصرنا هذا وشهرته تغني عن الإطناب في أمره وتصانيفه ناطقة بفضله وهو شيخ الجماعة والأئمة الذين كانوا في عصره ولعل غالبهم تلامذته في الفن، وقد أدركنا غالب أعيان تلامذته وأخذنا عنهم بحمد الله وهو ولد شيخنا الإمام وليّ الدين المتقدم في الأحمدين ولنقتصر منها على ما ذكرناه.
وقد أحببت أن أترجم سميّه وشيخه إمام المذهب وشيخه في عصره جمال الدين عبد الرحيم الأسنائي، وقد أفرد له تلميذه الحافظ المذكور ترجمة حسنة وقفت عليها وهي عندي فلنذكر مقاصدها ونضيف إلى ذلك ما تيسر من كلام غيره مع ما اطلعت عليه من ترجمته إن شاء الله تعالى فلا تمل من طولها فإنها بديعة تشتمل على فوائد ومحاسن جليلة فنقول وبالله التوفيق.
* * *
[شيخ الشافعية جمال الدين الأسنوي -تغمده الله برحمته-]
هو الإمام العلم شيخ الإسلام وأُستاذ المتأخرين الأعلام وإمام عصره في الفنون مُرتّب المذهب ومنقّحه ومتقنه ومهذبه جمال الأئمة مفتي الأمة أبو الحسن عبد الرحيم الأسنوي القرشي الشافعي.
وقد ساق نسبه صاحب الترجمة الحافظ المذكور إلى معد بن عدنان من ولد إسماعيل جد النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: