من ربيع أول سنة أربع وعشرين وثمان مائة وقبر على والده وأخيه بالصوفية خارج باب النصر، وكان يوماً مشهوداً حمله نائب البلد الأمير جقمق وغيره من الأعيان، وشهده الجم الغفير، ورؤيت له منامات حسنة -عفا الله تعالى عنا وعنه وعن جميع المسلمين.
* * *
[الشيخ زين الدين الكفيري وأخوه صدر الدين]
عمر بن (١) عبد الله بن عمر بن داود الشيخ الفقيه زين الدين بن الشيخ جمال الدين الكفيري الدمشقي.
كان فقيهاً فاضلًا في الفقه موصوفاً باستحضار الروضة، وأذن له بالفتوى جماعة من مشايخ عصره.
ودرس وأفتى وتصدر بالجامع الأموي وأعاد بالأتابكية، وعرض عليه نيابة القضاء فامتنع.
وكان يرجع إلى دين وعنده قوة نفس صحيح الاعتقاد أشعري العقيدة لا تأخذه في الله لومة لائم، شديداً على المجسمة والمبتدعة، وكان الحنابلة منه في ضيق.
قتل في أواخر ربيع الآخر أو أوائل جمادى الأولى على يد التتار بقرية بيت أيما على باب دمشق وكان خرج إليها في الفتنة التمرية سنة ثلاث وثمان مائة -رحمه الله تعالى.
(١) إنباء الغمر لابن حجر ٤/ ٣٠٩، الضوء اللامع للسخاوي ٦/ ٩٧ (٣١٧)، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ٥٣.