وله في كل فن حظ وافر مع قصر المدة ولكن أعانه الله وبارك له في أوقاته ولم يزل على ما ذكرناه من الإشغال والاشتغال والقيام بوظائف العبادات وغير ذلك من المحاسن مع حسن الشكالة والتواضع وعدم الكلام فيما لا يعنيه إلى أن أتاه أجله وفجع به أهل عصره.
فمرض أياماً في أوائل رمضان وتوعك توعكاً شديداً لزيادة الثواب والأجر إن شاء الله تعالى، وانتقل إلى رحمة الله تعالى في يوم الثلاثاء تاسع رمضان المعظم قدره سنة إحدى وثلاثين وثمان مائة وله ثلاث وثلاثون سنة وقبر بالصوفية بتربتهم عند القلندرية، وكان يوماً مشهوداً وحزن عليه العامة والخاصة وشيعه خلق كثير تغمده الله برحمته.
* * *
[الشيخ تاج الدين ابن بهرمان]
محمد بن (١) الخطيب البعلي الأصل المعروف بابن بهرمان الدمشقي أبو الفضل المفنن الأديب البارع تاج الدين أحد الفضلاء والأذكياء المشهورين.
اشتغل على والدي وبرع ومهر في الفنون وشارك في الفضائل، وكان الوالد يصفه بالذكاء.
وكان يلبس على هيئة الجند صغير الحجم ضخم المعاني له محاضرة حسنة ومحاسن متعددة وله الإنشاءات البليغة وهو منشئ الخطبة التي خطبت بها في ختم القرآن في سنة عشرين وثمان مائة في حياة الوالد وكانت بديعة.