أدرك الشيخ جمال الدين الأسنوي ومن في طبقته وأخذ عنهم، وانتفع على المذكور جماعة سيّما العامة.
وتأخر بعد الشيخ مدة وكان يعظمه ويحترمه ويثني على فضله ودينه -رحمه الله تعالى وإيانا بكرمه، وقد قدّمنا تاريخ وفاته.
وأنشد بعضهم على لسان حاله:
بقارعة الطريق جعلت قبري ... لأحظى بالترحم من صديقي
فيا مولى الموالي أنت أولى ... برحمة من يموت على الطريق
* * *
[الشيخ زين الدين الملكاوي]
عبد الرحمن (١) بن موسى بن راشد بن طرخان الملكاوي الشافعي القاضي ابن أخي القاضي شهاب الدين، هو الفقيه الفاضل زين الدين.
حفظ المنهاج واشتغل وفضل في الفقه وكان يعرف الفرائض وهو رجل جيد لا بأس به، واعتراه بآخرة تغير في عقله، وكان في بعض الأحيان يزيد عليه وكان مع ذلك ضابطاً.
توفي يوم الجمعة تاسع عشرين المحرم سنة إحدى وثمان مائة وصلى عليه عقيب صلاة الجمعة بالجامع الأموي، وكان في عشر الخمسين -رحمه الله تعالى.
قلت: هذا المذكور لم يكن في هذا البيت -أعني الملكاويين- أشعري الاعتقاد سواه -فرحمه الله تعالى وعفا عنا وعنه آمين.
* * *
(١) إنباء الغمر لابن حجر ٤/ ٦٦، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ١٩.