قاصّ القاهرة وابن قاصّها، مولده في ذي الحجة سنة سبع وأربعين وسبع مائة.
وسمع من جماعة، قال شيخنا الحافظ ابن حجر: حفظ المنهاج ودرّس بعد وفاة أبيه في جهاته واشتهر بالديانة والأمانة وصدق اللهجة وجودة الرأي والصدع بالحق والصرامة.
ثم ولي الخطابة بجامع ابن طولون فكان يصرّح في خطبته بذم الظلمة وينكر ما يشاهده أو يسمع به من الوقائع وجرت له في ذلك خطوب مع التّرك والقبط وهو مع ذلك معظم عندهم.
وكان مقتصداً في ملبسه متفضلًا على المساكين ممن ينسب إلى السنة كثير الإقامة في منزله مقبلًا على شأنه عارفاً بأمر دينه ودنياه، يكتسب غالباً من الزراعة ومن كري العقار وَيبَرُّ أصحابه ويقوم بحقوقهم مع محبة الحديث وأهله وكثرة الحج والمجاورة وكان بيني وبينه مودة.
مات في ذي الحجة سنة تسع عشرة وثمان مائة ودفن عند باب القرافة على قارعة الطريق بوصية منه ليترحّم عليه من يمرّ به ثم بنيت له هناك مصطبة وجعل على قبره صندوق خشب ودفن بجنبه جماعة -رحمه الله تعالى. انتهى كلام شيخنا.
وقال غيرة: هو الإمام العالم الأوحد البارع الواعظ المشهور بالقاهرة الصادع بالحق لا تأخذه في الله لومة لائم، وهو من الطبقة الأولى من أصحاب الشيخ ومن الأئمة الأعلام الخائفين من الله تعالى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر لا يشك أحد في خيره ودينه.
وعرض عليه القضاء بالديار المصرية غير مرة فامتنع، وكان من الأعلام لكن غلب عليه الوعظ فحصل للعامة به النفع.
وكان رحمه الله تعالى في مواعظه يحطّ على الظلمة وغيرهم من المفسدين من أهل الشوكة، ولم يل شيئاً من المناصب كالقضاء غير ما تقدم.