وبالجملة: فكان تغمده الله برحمته أعجوبة زمانه وأوحد أقرانه ووليّ وقته وفارس ميدانه، لو رآه الشافعي لتبجح به ولسره، وقد رآه واجتمعا في رحمة الله تعالى إن شاء الله تعالى، فجمع الله سبحانه بيني وبينه في دار كرامته مع سائر أوليائه ومحبيه وهو حسبنا ونعم الوكيل.
* * *
[ولي الدين أبو زرعة العراقي]
أحمد بن (١) عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن، شيخنا الإمام العلامة الحافظ الفقيه المصنّف، قاضي القضاة بقية الأعلام المفتين المتقنين، وليّ الدين أبو زرعة بن الإمام الحافظ الكبير أبي الفضل العراقي الأصل المصري، ومولده بها في ثالث ذي الحجة سنة اثنين وستين وسبع مائة، كذا قاله صاحبه ابن حجر في معجمه.
وبكر به والده فأحضره على المشايخ الأعلام من صغره كالشيخ جمال الدين الأسنوي وابن النقيب والمنفلوطي وغيرهم، وأسمعه من المسندين مثل أبي الحرم القلانسي خاتمة المسندين وابن نباتة أديب العصر، واستجاز له من أبي الحسن الفرضي، ثم رحل به إلى الشام سنة خمس وستين فأحضره في الثالثة على جماعة من أصحاب الفخر ابن البخاري، ثم رجع به فأسمعه بالقاهرة من جماعة من المسندين.
ثم طلب بنفسه وهو شاب وفقرأ الكثير ودرس على المشايخ وكتب
(١) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤/ ٨٠ (٧٦٢)، إنباء الغمر لابن حجر ٨/ ٢١، رفع الإصر لابن حجر ١/ ٨١، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ١٤/ ٢٩٥، الضوء اللامع للسخاوي ١/ ٣٣٦، حسن المحاضرة للسيوطي ١/ ٣٦٣ (١٠٠)، ذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي ٣٧٥، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ٢٥١، البدر الطالع للشوكاني ١/ ٧٢ (٤١)، الأعلام للزركلي ١/ ١٤٨، معجم المؤلفين - كحالة ١/ ٢٧٠.