أبو بكر (١) بن عمر بن عرفات الخزرجي الشيخ الإِمام العالم زين الدين القمني المصري أحد الأعيان من طلبة الشيخ.
وقال الشيخ شهاب الدين ابن حجي أنه من فضلاء طلبة الشيخ أصله من قمن من الريف قدم مصر في آخر دولة الأشرف، ولزم الشيخ سراج الدين البلقيني، وكان يصحب الترك وتقدم في أيام قلمطاي الدوادار واشتهر في زمنه.
وولي تدريس الصلاحية بالقدس عوضاً عن الشيخ شمس الدين الجزري لما سافر إلى الروم، واستمرت بيده بعد الفتنة مدة وناب عنه بها الشيخ شهاب الدين ابن الهائم كما تقدم في ترجمته.
ودرس بمصر بعدة مدارس ودخل في تركة المحلي الخواجا المشهور وأثرى منها وانقطع في آخر عمره على خير وانجماع عن الناس مع العظمة والشهرة الزائدة.
قال بعضهم: وكان يستزري بالناس ويتكلم في كثير من الفقهاء بأشياء فيها مبالغة.
قلت: وكانت شهرته أكثر في علمه وليس بذاك الطائل، وفي آخر عمره قصد بالفتاوى بعد ذهاب تلك الحلبة، وكانت كتابته فيها ليست بطائلة وعنده دعوى عريضة.