للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان خيراً ساكناً متواضعاً على طريقة السلف، وتوفي بحماة في شوال سنة تسع بتقديم التاء وثمان مائة، ولم يخلف هناك مثله -رحمه الله تعالى.

* * *

يوسف التّبريزي

يوسف (١) بن الحسين بن محمود السرّائي الأصل التبريزي العلامة جمال الدين الحلواني، ولد سنة ثلاثين وسبع مائة.

وتفقه ببلاده وقرأ على الشيخ جلال الدين الفريدسي والشيخ بهاء الدين الخونجي والقاضي عضد الدين، ومهر في الفنون ثم رحل إلى الشيخ شمس الدين الكرماني فأخذ عنه شرحه المشهور على البخاري.

قال شيخنا الحافظ ابن حجر وتفنَّن في العلوم ومهر ودرّس وشرح منهاج البيضاوي.

ثم تحوّل من تبريز (٢) لما أخربها أتباع طقمر خان إلى ماردين فأقام بها مدة، ثم عاد إلى تبريز فأكرمه صاحبها حينئذٍ.

وكتب أيضاً على الكشّاف حواشي مفيدة وشرح الأربعين النّوويّة.

وكان زاهداً عابداً معرضاً عن أمور الدنيا مقبلاً على العلم وحجّ وجاور بالمدينة النّبوية سنة، وكان لا يكترث بما يتعرض له من عوارض الدنيا بل لا يزال منشرحاً، وتحول آخراً من تبريز لما أكثر الظلم بها فسكن


(١) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤/ ٦٩ (٧٥٥)، إنباء الغمر لابن حجر ٤/ ١٨٥، الضوء اللامع للسخاوي ١٠/ ٣٠٩ (١١٨٣)، بغية الوعاة للسيوطي ٢/ ٣٥٦ (٢١٧٦)، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ٣٧ - معجم المؤلفين- كحالة ١٣/ ٢٩٢.
(٢) تبريز: أشهر مدن أذربيجان مدينة عامرة حسناء -معجم البلدان- ياقوت الحموي ٢/ ١٥ (٢٤٣٤).

<<  <   >  >>