الكتاب الذي بين أيدينا عبارة عن موسوعة تفصيلية لمشايخ المصنف ومعاصريه وأقرانه - الذين أخذ عنهم وأخذوا عنه وقرأ عليهم ونظروا في كتبه وعلقوا عليها وراسلهم وكتبوا إليه، فهو يقول في مقدمة الكتاب ". . . وبعد فهذا مختصر لطيف قصدت به ترجمة الأئمة من أصحابنا الشافعية المتأخرين وأعني بهم من أدركتهم واجتمعت بهم من العلماء البارعين، وبعضهم مشايخي الذين أخذت عنهم العلم من أهل الفضل والحلم. . . ".
وقد بدأ المصنف -رحمه الله- كتابه بترجمة شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني ٨٠٥ هـ باعتباره أُستاذ العصر وإمام القرن وكل من جاء بعده فهم تلاميذه وطلابه والآخذين عنه فهو يقول في مقدمة الكتاب:"وصدرتهم بالإمام العلامة شيخ الإسلام سراج الدين. . . البلقيني. . . تغمده الله بالرحمة والرضوان، إذ هم على الحقيقة في العلم أولاده وبه افتخروا وسادوا، فهو في هذا العصر بالنسبة إلينا كالشافعي وهم أصحابه، واعلم أني إذا أطلقت في هذا المختصر الشيخ فمرادي الشيخ سراج الدين البلقيني المذكور وإن أردت غيره قيدته. . . ".
ومن مشاهير مشايخه الذين أخذ عنهم وصحبهم وترجم لهم في هذا المصنف الإمام شهاب الدين ابن حجر العسقلاني ٨٥٢ هـ فقد اعتمد في كثير من تراجمه على أقواله وهو يكثر من قوله "قال شيخنا ابن حجر".
ومن مشايخه أيضاً الذين ترجم لهم محيي الدين المصري وهو من تلاميذ الإمام البلقيني ويقول عنه ". . . وممن تخرج عليه أيضاً من علماء دمشق شيخنا العلامة محيي الدين المصري. . . " ومنهم ابن قاضي شهبة ٨٥١ هـ وولي الدين أبو زرعة العراقي ٨٢٦ هـ والشيخ العلامة شمس الدين البرماوي.
أما عن أقرانه وأصحابه ومعاصريه فيذكر منهم الشيخ شمس الدين المكيسي ٨٤٠ هـ ويقول عنه ". . . كان كثير التودد والتردد والمحبة لي وبيننا من قديم صحبة أكيدة. . . "، ويقول عند ذكر ابن ناصر الدين ٨٤٣ هـ