توفي في الفصل بالقاهرة يوم الجمعة ثالث عشر رجب سنة ثلاث وثلاثين وثمان مائة وكانت جنازته مشهورة مشى فيها أعيان الناس حتى الخليفة المعتضد بالله داود الهاشمي -رحمه الله تعالى وعفا عنه آمين.
* * *
[الشيخ تقي الدين اللوبياني]
أبو بكر (١) بن عبد الرحمن بن منصور اللوبياني الدمشقي الشيخ الإِمام العالم أقضى القضاة تقي الدين مفتي المسلمين بقية السلف الصالحين، ولد بعد الخمسين وسبع مائة بيسير.
وقدم دمشق واشتغل على المشايخ المعتبرين، وسكن البادرائية وكان من أعيان فقهائها وأخذ الفقه عن مدرّسها شيخ الشافعية الشيخ شرف الدين الشريشي وفضل في الفقه.
ودرس وأفتى وناب في الحكم بعد الفتنة عن الأخنائي وابن أبي البقا فمن بعدهما من القضاة، وكان عفيفاً في أحكامه مثبتاً ضابطاً لما يقوله ويرويه عن مشايخه، ودرّس في العزيزية شريكاً لرفيقه شيخنا العلامة شمس الدين الكُفيري.
وكان يكتب على الفتوى كتابة حسنة سالمة عن الحشو وكان يستحضر كثيراً من الرافعي ومن كلام السبكي، قليل الاعتناء بغير كلام المذكور آخراً من المتأخرين.
وكان الغالب عليه الحدة مع الرياضة والمحاضرة الحسنة في بعض الأحيان فلأجل ذلك لم يتصدَّ للإشغال ولم يبحث عليه أحد من الفضلاء.
(١) إنباء الغمر لابن حجر ٨/ ٣٦١، الضوء اللامع للسخاوي ١١/ ٤٣ (١١٢)، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ٣٣٠.