ومروءة وعصبية لأصحابه وعنده قوة مع طعنه في السن جاوز الثمانين.
* * *
ابن قوام (١) الصالحي الدمشقي
محمد بن أبي بكر بن قوام الدمشقي الصالحي الفاضل النجيب البارع نور الدين، أحد الأذكياء المشهورين.
اشتغل على الشيخ بهاء الدين ابن إمام المشهد الآتي ترجمته وحضر عند غيره من مشايخ عصره وبرع، وأثنى المشايخ عليه كالوالد وابن نشوان وغيرهما ولما درس وبلغني أن ابن نشوان تعجب من درسه وقال: من أين حصل هذا الشاب الفضل في هذه المدة القليلة، وإنما تعجب لحسن أداءه ومشاركته مع أن جماعة ممن هم في رفقته لم يحصل لهم ذلك، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وتقدم على أقرانه وكاد يعين للقضاء، ودرس في الجامع بعد موت الشيخ شهاب الدين ابن نشوان في مكانه فلم تطل المدة ومات في تلك السنة بعده بأيام في ذلك الفصل وذلك في سنة تسع عشرة وثمان مائة عن ثلاثين سنة ظناً رحمه الله. وكان شكلاً حسناً شجاعاً بلغني أنه في وقت يحضره المشايخ صرع شخصاً ممن هو موسوم بالشجاعة العظمى وغلبه مرات فحقد ذلك الرجل من الغلبة ومات بعد ذلك بمدة وسببه تأثيره منه.