الطبقة الرابعة: السيد عز الدين وبرهان الدين ابن سقط والأذرعي ونجم الدين ابن قاضي عجلون ومن أضرابهم.
الطبقة الخامسة: مسطرها ومبيضها العبد الفقير أحمد بن محمد الغزي الشافعي بن الشهاب الغزي والمحب ابن قاضي عجلون ومن أضرابهم.
قال الوالد -رحمه الله تعالى-: ولقد حضرت مجالسه في أول الأمر، ورافقت في السماع عليه الطَّبقة الأولى والثانية ثم في سنة خمس وأربعين قسمنا عليه مختصر ابن الحاجب الأصولي وكان القارئ في القسم الثاني قاضي القضاة برهان الدين ابن أبي مفلح اللحياني في جامع التوبة بخط الأوزاع في كل يوم ست وثلاثين إلى أن ختمناه بحمد الله تعالى.
وكان الذي يحضر هذا المجلس مثل الشيخ أبو الفضل المقرئ وغيره من الأفاضل، مثل الشيخ زين الدين. . . . وابن خطاب وتقي الدين الأذرعي وولده وحصلنا منه فوائد.
ثم تولى القضاء بدمشق استقلالًا ثم عزل منها، وقد انفرد في دمشق، لم يبقَ أحد من مشايخه ولا أقرانه فصار هو الشافعي بها.
أخذ الفقه عن جماعة منهم شيخ الإِسلام شهاب الدين ابن حجي والوالد والطيماني وغيرهم، حتَّى صار مكباً على الفقه والتاريخ فلم يزل يكتب فيه إلى أن أسقط القلم من يده ومات فجأة قبل العصر من نهار الخميس خامس عشر ذي القعدة الحرام سنة إحدى وخمسين وثمان مائة عن اثنين وسبعين سنة، وصلى عليه من الغد نهار الجمعة في غدوة بجامع بليق، ودفن بباب الصغير بالمقام المعد له، ودفن على والده بالقرب من سيدي بلال الحبشي مؤذن النبي عليه الصلاة والسلام، وحضرها النواب والقضاة ومن دونهم وكان يوماً عظيماً -رحمه الله رحمة واسعة بمنه وكرمه.