للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشافعي، وقد صار شيخ الشافعية، ولد سنة إحدى وسبعين وسبع مائة.

وحيد دهره وفريد عصره علماً وزهداً وورعاً وتصنيفاً وإشغالاً وطلبة وحفدة وتداريساً، وصار في عمره ليس له شغل آخر سوى تهذيب تصانيفه وتهذيب تداريسه مكباً على العلم ليلًا ونهاراً لا سيما الفقه والأصول والتاريخ من حين نشأ إلى أن توفي.

لابساً ثوب الصيانة والعفة والديانة والرياسة مع صفاء الخاطر مع الشفقة والخشوع سريع الدمعة والانقياد في الطاعة مع طلابه معاملته لهم بالخير والمسامحة بكل جميل والتردد إلى منازلهم في أفراحهم وعزائهم وتشييع جنائزهم وإعادة مرضاهم مع الهمة العلية الأسدية.

ولهذا تصدى للإشغال بالجامع الأموي من حدود عشرين وثمان مائة، وناب في الحكم بعد ذلك بيسير عن قاضي القضاة نجم الدين ابن حجي واستقر في نيابة الحكم إلى أن انعزل ابن المحمرة، وفي غضون ذلك تولى إفتاء دار العدل بدمشق عوضاً عن الوالد -رحمه الله تعالى- ثم بعده استناب ولده الشيخ بدر الدين -أيده الله تعالى، ثم باشرها استقلالاً حين باشر النيابة للحكم عن قاضي القضاة سراج الدين الحمصي، واستمرت في يده.

ثم أنشأ طلبة كثيرة لم تحصل لمشايخه فضلًا عن أقرانه وهم طبقات:

الطبقة الأولى: ابن الطباخ وتقي الدين الأذرعي وولده العلامة بدر الدين ومن أضرابهم.

الطبقة الثانية: السيد تاج الدين والشيخ شمس الدين البلاطنسي وشهاب الدين ابن قرا ومن أقرانهم.

الطبقة الثالثة: الشيخ زين الدين ابن السناوي وابن سعد وابن أبي خطاب.


= الضوء اللامع للسخاوي ١١/ ٢١ (٦١)، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ٣٩٢، البدر الطالع للشوكاني ١/ ١٦٤ (١٠٧)، الأعلام للزركلي ٢/ ٦١.

<<  <   >  >>