وابن أبي البقا جلال الدين وابن الصلاح قاضي الشام وشيخنا الحافظ قاضي القضاة ابن حجر والقاضي نجم الدين ابن حجي أجازهُ بالتدريس كما تقدم في ترجمتهما وخلق كثير من المصريين والشاميين، ورحل إليه الناس من البلاد للأخذ عنه ولكتابة تصانيفه.
وكان يناهز الشيخ بالقاهرة وهو من أقرانه وأخذ عن الأسنوي ومن في طبقته ورأى الزنكلوني، واجتمع بالشيخ تقي الدين السبكي ورحل إلى الشام فأخذ عن حفّاظها الذهبي وابن كثير والصلاح العلائي، وانتفع على العلامة قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء السبكي وأجيز بالفتيا والتدريس، ويحكى عنه أنه اجتمع بالخضر عليه السلام، وقد أخبرني شخص من علماء المصريين وهو من طلبته عنه مشافهة بذلك.
ثم ذكر مولده كما تقدم قبل مولد الشيخ بسنة ومات قبله بسنة وكسر فكلٌ منهما استوفى من صاحبه، وكذلك وقع للحافظ العراقي فإنه ولد بعد الشيخ بسنة وعاش بعده بسنة.
وحصل للشيخ سراج الدين ابن الملقن صاحب الترجمة اختلاط في عقله قبل موته بيسير فحجبه ولده الشيخ نور الدين عن الناس -أخبرني من أثق به من المصريين أن سببه احتراق كتبه.
وكان حسن الشّكالة منوّر الشيبة حسن اللباس له وقع وعظمة في النفوس.
وبالجملة: فهو ممن نفع الله به وبتصانيفه وبارك له وللمسلمين فيها، ووقفت له في هذه السنة على كتاب جليل في علوم الحديث، وآخر مختصر في الأصلين أصل الفقه والدين وهما بديعان، وقع لي بهما نسخة من تركة الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين -رحمه الله وعفا عنه وعنا وعن سائر المسلمين. انتهى.