وحفظ المنهاج وكان لا يفتي إلا فيه واشتغل على مشايخ ذلك الوقت، ولازم الشيخ علاء الدين بن حجي كثيراً وفضل في الفقه وأنهاه الشيخ شمس الدين ابن خطيب يبرود في الشامية البرانية بغير كتابة شهد له باستحقاق ذلك الشيخ جمال الدين ابن قاضي الزبداني.
ثم توجه إلى حلب أيام الأذرعي فأقام مدة طويلة وصحب ابن عشائر المحدث وغيره، وحكى الشيخ شهاب الدين ابن حجي: إن الشيخ برهان الدين كان في زمن الأذرعي يستحضر الروضة بحيث إنه إذا أفتى الأذرعي بشيء يعترضه ويقول: المسألة في الروضة في الباب الفلاني.
ودرّس بحلب بجامع منكلي بغا, ولما عاد الشيخ من حلب أثنى عليه ثناء حسناً ووصفه بالفضل والاستحضار.
ثم ولي قضاء الشافعية بصفد من قبل الظاهر برقوق بواسطة الشيخ محمد المغيري وغيره فأقام بها مدة ثم عزل، وولي بعد الفتنة مرتين أو ثلاثاً، ثم قدم دمشق في رمضان سنة ست وثمان مائة وبقي بطالًا مدة وحصل له فاقة وحاجة شديدة ثم تنزّل بمدارس الفقهاء وحصل له تدريس بالجامع الأموي فجلس وأشغل وانتفع به جماعة.
وناب في الحكم عن القاضي نجم الدين ابن حجي وغيره، وولي قضاء الركب سنة عشرين وثمان مائة، ثم في آخر سنة اثنين وعشرين ترك القضاء واستمر بطالًا إلى أن مات وظهر منه كراهية القضاء بعد أن كان يميل إليه ميلًا كثيراً.
وفي آخر عمره نزل له القاضي نجم الدين ابن حجي عن نصف تدريس الرّكنية ودرّس فيها درسين أو ثلاثة، وكان يحفظ كثيراً من الفروع، وجملة من ديوان المتنبي ويتعصّب له، ويحفظ أشياء حسنة من كلام السهيلي وغيره.
وكان سليم الخاطر سهل الانقياد قليل الشر، حسن الشكالة ضخماً منور الشّيبة. وقد كتب شرحاً على المنهاج في أجزاء غالبه مأخوذ من كلام