ودرّس بالمدرسة الصلاحية بالقدس الشريف وانقطع فيها للاشتغال والتدريس والتصنيف إلى أن توفي رحمه الله سنة ستين وسبع مائة. انتهى كلام الأسنوي.
وقال غيره: خليل بن كيكلدي بن عبد الله الإمام البارع المحقق بقية الحفاظ صلاح الدين أبو سعيد العلائي الدمشقي ثم المقدسي، ولد بدمشق سنة أربع وتسعين وستمائة.
وسمع الكثير ورحل وأخذ الفقه عن الشيخين برهان الدين الفزاري وكمال الدين الزملكاني وتخرج به وعلق عنه الكثير وأجازه بالإفتاء، وجدّ واجتهد حتى فاق أهل عصره في الحفظ والإتقان.
ودرّس بدمشق بالأسدية وبحلقة صاحب حمص ثم انتقل إلى القدس مدرساً بالصلاحية سنة إحدى وثلاثين، فأقام بالقدس مدة طويلة يدرّس ويفتي ويحدث ويصنف إلى آخر عمره.
قال الحسيني في معجمه وذيله: كان إماماً فى الفقه والنحو والأصول مفنناً في علوم الحديث ومعرفة الرجال، علاّمة في معرفة المتون والأسانيد، بقية الحفاظ، ومصنفاته تنبي عن إمامته في كل فن، درّس وأفتى وناظر ولم يخلف بعده مثله.
توفي بالقدس الشريف في المحرم سنة إحدى وستين وسبع مائة، ودفن بمقبرة باب الرحمة إلى جانب سور المسجد.
ومن تصانيفه القواعد المشهورة وهو كتاب نفيس مشتمل على علمي الأصول والفروع، والوشي المعلم فيمن روى عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مجلد، عقلة الطالب في ذكر إيراد الصفات والمناقب مجلد لطيف، وجمع الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -كتبه لشيخه برهان الدين في قضية ابن تيمية، المراسيل والكلام على حديث ذي اليدين مجلد، منحة الرائض بعلوم آيات الفرائض مجلد، وكتاباً في المدلّسين، وكتاباً سماه تنقيح المفهوم في صيغ العموم، وشرع في أحكام كبرى عمل منها قطعة نفيسة وغير ذلك. انتهى. رحمه الله تعالى ورضي عنه بمنّه وكرمه- آمين.