للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولأخيه بالإفتاء مع جماعة من الفقهاء في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين.

ثم ولي جمال الدين هذا إفتاء دار العدل من القاضي تقي الدين الظاهري ونزل له والده قبل موته عن تدريس الشامية البرّانية شريكاً لأخيه القاضي تاج الدين وناب المذكور في الحكم سنة وسبع أشهر لجماعة منهم القاضي علاء الدين ابن أبي البقا وأصيل الدين والأخنائي.

قال الشيخ شهاب الدين ابن حجي: وكان شاباً له همة عالية وسعي وإقدام ولم يزل في علو في الدنيا إلى أن مات في المحرم سنة إحدى وثمان مائة عن ثلاث وثلاثين سنة ودفن مع أبيه بمقابر الصوفية.

* ووالده: الشيخ (١) الإِمام شيخ الشافعية في زمنه هو ورفيقه الشيخ شرف الدين الشريشي مولده في سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة.

وتفقَّه على الأئمة الأعلام كالفخر المصري والسُّبكي وولده تاج الدين والشيخ شمس الدين الغزِّي وشمس الدين ابن قاضي شهبة.

ودرّس وأفتى وناب في الحكم عن القاضي تاج الدين السُّبكي فمن بعده هو ورفيقه المذكور وتخرّج عليهما أئمة لا يحصون.

وفي أواخر عمره تقلد القضاء من الأمير منطاش مدة يسيرة ثم عزل وعجب الناس منه لما في المسألة من الخلاف وجرى لولده القاضي تاج الدين نظيره في ذلك أيام الأمير نوروز الحافظي بعد الفتنة كما سيأتي في ترجمته فانحط المذكور بسبب ذلك.

كان له حظ من عبادة وصوم وصلاة واعتكاف وتهجد.

مات في سنة خمس وتسعين وسبع مائة، وفيها مات رفيقه الشيخ


(١) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٣/ ١٤٤ (٦٧٩)، درر العقود الفردة للمقريزي ١/ ٢٩١ (١٣٤)، إنباء الغمر لابن حجر ٣/ ١٦٨، الدرر الكامنة لابن حجر ١/ ١٤٠ (٤٠٠)، الدارس في أخبار المدارس للنعيمي ١/ ٢٨٠، شذرات الذهب لابن العماد ٨/ ٥٧٧، معجم المؤلفين ١/ ٢٥٠.

<<  <   >  >>