اشتغل على جماعة من الأئمة منهم الشيخ شهاب الدين الأذرعي صاحب القُوت والغُنية، وقد روي لي عنه في عرضي عليه المنهاج بمكة سنة اثنين وعشرين وسأذكر عبارته.
وكان فقيه الحجاز في زمنه بعد ابن ظهيرة وكان يرفع على ولده العلامة محب الدين، وهو الذي سجل عليه وصية شيخ الإسلام الوالد وهي عندي بخطه.
وكان كثير الملازمة لدروس الوالد بمكة وقال فيه في عرضي عليه وهذه عبارته في الإجازة "سيدنا وشيخنا الإمام الأوحد الحجة الحافظ العلامة شيخ الإسلام صفوة الأنام شهاب الدّين أبي العبّاس أحمد بن الشيخ الإمام الصالح عبد الله بن بدر الغزّي.
ثم قال عني في آخرها وأخبرته أني أروي الكتاب -يعني به المنهاج- عن جماعة من شيوخ المذهب من أجلهم علاّمة المذهب وطِرازه المُذْهب شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حمدان بن أحمد الأذرعي بحق روايته عن الإمام الحافظ أبي الحجاج يوسف بن الزّكي عبد الرحمن بن يوسف القضاعي عن المؤلف وبروايتي له أيضاً عن الإمام الحافظ بهاء الدين عبد الله بن خليل المكّي إلى آخره.
وكان للمذكور بستان بمكّة يزرع فيه الخضروات، وكان يهدي للوالد منه في كل جمعة وله محاسن كثيرة.
وعمّر إلى قريب التسعين، وقال بعضهم أنّه قارب المائة، توفي رحمه الله تعالى في سنة سبع وعشرين وثمان مائة بمكة، وكانت جنازته مشهودة.