للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلّامة نور الدين أبو الحسن حجّة العرب شيخ النّحاة في زمنه وأكثرهم استحضاراً.

اشتغل ببلده على مشايخ الفن الكبار، وفي العربية على جماعة من أصحاب أبي حيان منهم العلامة شهاب الدين العنّابي وبرع عليه وأتقن الفن، وكان واسع الدائرة فيه كثير الاستحضار حافظاً لشواهد العرب يستحضر كثيراً من التاريخ, حسن المحاضرة وله مشاركة في الفقه وغيره وكتابة التنبيه وكان يستحضره ويقرر فيه وجلس للإشغال بالجامع قبل الفتنة وبعدها وتخرّج عليه جماعة من الفضلاء من مذهبه وغيرهم.

وكان ملازماً للعلم ونشره، سكن بالأندلسية مكان شيخه العنابي مدّة طويلة فلما اتفقت الوقعة التمرية هاجر إلى بلده بالقاهرة وحصل له عزٌ ورفعةٌ، وكان الشيح يعظّمه ويثني عليه وعلى علومه وينوّه باسمه وكذلك غيره من الأئمّة.

ثم قدم دمشق في سنة ست وثمان مائة ونزل بخانقاه خاتون جوار جامع تنكز خارج باب النصر مدة وتردد إليه الطلبة للاشتغال فلم يمكث إلا يسيراً.

وتوفي إلى رحمة الله تعالى في سنة ثلاث عشرة وثمان مائة في ذي الحجة منها، ووهم من أرخه سنة أربع عشرة.

قال شيخنا ابن حجر في معجمه: أخذ عن أبي العباس النحوي العنابي وغيره ومهر في العربية واللغة وأيام الناس مع الخط الحسن.

شغل النّاس بدمشق فأفاد وأجاد ثم ارتحل إلى القاهرة في الكائنة العظمى فأقام بها مدة وحصّل كتباً ثم رجع إلى دمشق.

ولما كان بالقاهرة نزل بالخانقاه البيبرسيّة وعظمه ناظرها الأمير تمراز النائب، ولاّه مشيختها عقب موت الشريف النسّابة فعارضه جمال الدين الأستادار وانتزعها لأخيه ثم ولي المدرسة المجاورة للشافعي -رضي الله تعالى عنه- بعد موت جلال الدّين أبي البقاء فانتزعها منه أيضاً لأخيه وعوّضه الشيخونية فحضره مجلساً واحداً وحدث بسنن أبي داود عنه. . . . .

<<  <   >  >>