نسبة إلى أبيه الشيخ عثمان كان صيرفياً قبل الفتنة بمحلة الفسقار داخل باب الجابية من دمشق.
هو شيخنا الإمام العلامة الحافظ الواعظ المفسر النحوي الأصولي المتكلم القدوة علاء الدين أبو الحسن مفتي المسلمين رحلة الطالبين بركة المسلمين، مولده كما أخبرني به سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة تقريباً.
حفظ القرآن العظيم ثم التنبيه وغيره من المحفوظات واشتغل على مشايخ عصره ولازم والدي وأتقن عليه الأصول والفروع وقرأ في الفقه على بلديه الفقيه شرف الدين وحضر عند غيرهما وجُلُّ اشتغاله على والدي كما تقدم.
وتميَّز على أقرانه ومهر في الفنون وحفظ الجمع بين الصحيحين قبل الفتنة، وعرضه على مشايخ العصر، أخبرني بذلك شيخنا العلامة شمس الدّين الكفيري وغيره.
وصار في الحفظ واحد عصره ووعظ الناس سنين متطاولة من الفتنة وهلم جراً، وانتفع عليه الخاصّ والعام.
ووصفه بالحفظ والمهارة مشايخه الأعلام منهم الوالد وابن نشوان، وبلغني عن الشيخ شهاب الدّين ابن حجّي كما نقله لي عنه الشّيخ علاء الدين ابن السلماني المتقدم ترجمته أنه قال: إذا كان عندي ابن الصّيرفي كان البخاريّ ومسلم عندي.
وناهيك بذلك في ذلك الوقت وغالب ظني في هذا الزمان أنه يأتي على غالب الروضة وأصلها، وأما صحيح البخاري فقد ضبطت عليه منه مجلدة على الغائب في وعظه حال قراءتي عليه من نحو خمسة عشر سنة، وبلغني أنه اليوم يستظهره برمته.
ولما كنت أقرأ عليه في الأصول والفروع كان يأتي على الأصفهاني بحروفه والقوت للأذرعي.
وبالجملة: فهو أعجوبة زمانه في الحفظ ونادرة عصره وأوانه.
ورحل إلى القاهرة فحضر الشيخ وكان يصفه بالفضل من ذلك الزمان وهو في سن الشّباب، وأخذ عن العراقي وبحث عليه غالب منظومته