وتفقّه على الشيخ العلامة الشيخ شهاب الدين الأذرعي، ثم رحل إلى القاهرة فاشتغل بها، وقرأ على الأئمة بها كالشيخ والأسنوي والمنفلوطي الشافعيّين وعلى غيرهم، وسمع الحديث بحلب والقاهرة وغيرهما، ثم رجع إلى حلب وقد حصّل طرفاً صالحاً من كل علم.
وأشغل الناس بحلب وانتفع به كثيرون منهم قاضيها اليوم القاضي علاء الدين وذكره في تاريخه وأثنى عليه، ثم قال: وولي نصف تدريس المدرسة الأسدية بحلب لم يستقلّ بها جميعها ودرّس بها، ثم ولي تدريس المدرسة العصرونية بحلب.
ثم ولي قضاء الشافعية بحلب من قبل الظاهر برقوق من غير أن يبذل عليها شيئاً.
قال القاضي علاء الدين: وسار فيها سيرة حسنة، ثم ولي الخطابة بجامع حلب عوضاً عن وليّ الدّين أحمد بن الخطيب -ناصر الدّين بن عشائر بحكم وفاته، وباشرها ثم عزل عن القضاء، ثم وليه ثلاث مرات واستمر إلى أن جاء التتار إلى حلب فاعتقل بالقلعة هو وجماعة من أعيان الحلبيّين إلى أن رجع تمرلنك إلى بلاده فأطلقه في أثناء شعبان سنة ثلاث وثمان مائة.
وكان حصل له توعك فتوجه إلى أريحا (١) من العربيات فتوف بها في ثامن رمضان من السنة يوم الجمعة ونقل إلى حلب.
وحدّث بحلب وصنف قطعة على شرح الغاية القصوى، يحب الأخيار ويكره الأشرار. انتهى كلام القاضي علاء الدين.
* * *
(١) أريحا: مدينة. . . في الغور من أرض الأردن بالشام -معجم البلدان- ياقوت الحموي ١/ ١٩٦ (٥١٢).