ودرس بدار الحديث الأشرفية وغيرها وله المصنفات النافعة المباركة الكثيرة نظماً ونثراً في علوم الحديث وله الاستدراكات الحسنة والتعقبات المستحسنة على الحفاظ المتأخرين ضابطاً لما يقوله ويرويه مع تأني وحسن أداء ذو معرفة وسياسة وعقل صحيح.
مولده كما أخبرني به في العشر الأول من المحرم سنة سبع وسبعين وسبع مائة أخذ عن جماعة وسمع على المسند المعمر علاء الدين خطيب عين ترما المعروف بابن المجد الدمشقي وابن الذهبي وغيرهما من أصحاب ابن الشحنة وأجاز له جماعة منهم حافظ عصره الشيخ زين الدين العراقي والشيخ البلقيني وغيرهما. وجل أخذه بدمشق عن الحافظ جمال الدين البعلي المشهور بابن الشرائحي وعن الحافظين العلامتين ابن حجي وابن الحسباني وغيرهما من مشايخ العصر وبرع ومهر في الفن وشاع اسمه واشتهر صيته وصار حافظ البلاد الشامية في عصره بإذعان الموافق والمخالف وسمعنا منه الكثير على شيخنا المذكور وعلى ابن المحب وابن مفلح بصالحية دمشق سنن ابن ماجة بإسناد عال في سنة ست وعشرين وثمان مائة وانتفعت به في هذا الفن وقرأت عليه صحيح مسلم وغيره، وبالجملة فمحاسنه كثيرة.
توفي إلى رحمة الله تعالى في صبيحة نهار الجمعة سابع عشرين ربيع الآخر سنة اثنين وأربعين وثمان مائة وله خمس وستون سنة وقبر بكرة النهار بباب الفراديس، حضره الجم الغفير وتأسف الناس عليه وبموته طوي هذا العلم الشريف، إنا لله وإنا إليه راجعون.