-رحمه الله- يكرر لفظ "الفتنة التمرية" أو "اللنكية" كما يسجلها ويجعلها تاريخاً يصنف الأحداث قبلها وبعدها فيقول أن ابن بهادر كان "كاتب السر قبل الفتنة" وابن كثير "عُدم في الفتنة" والمُناوي "مات في أسر تيمورلنك" وابن ركن الدين "مات في الفتنة".
وقد فصّلت كتب التواريخ والسير هذه الحركة العسكرية التي قام بها تيمورلنك حيث اجتاحت الأقاليم وأطاحت بالدول من أواسط آسيا إلى أطراف آسيا الصغرى مروراً بالشام والعراق.
والكتاب الذي بين أيدينا عبارة عن صور ولقطات لمن عاصرهم المصنف -رحمه الله- وعايشهم وتعامل معهم في الحجاز والشام والقاهرة، درس عليهم وقرأ مصنفاتهم ونظروا في كتبه وعلقوا عليها، فترجم لهم ما يراه وسجل عنهم ما شاركهم فيه من مجالات العلم والتعليم والقضاء والإفتاء.
فهو يقول في مقدمة كتابه "فهذا مختصر لطيف قصدت به ترجمة الأئمة من أصحابنا الشافعية المتأخرين وأعني بهم من أدركتهم واجتمعت بهم من العلماء البارعين وبعضهم مشايخي الذين أخذت عنهم العلم من أهل الفضل والعلم".
ثم يبين خطة عمله في الكتاب فيقول:"ثم اعلم أنني لا أُترجم إلا لمن تأخرت وفاته إلى هذا القرن التاسع ولو في أول سنة منه وقد أُترجم بعض من تُوفي قبله استطراداً في ترجمة ابنه أو أبيه أو قريبه أو بلديه وقد أترك ذلك لمعنى لا يخفى على الحاذق، وقد أترجم بعض رفقتي ممن مات في زمني".
ومن أشهر الكتب التي دونت هذه المرحلة من التاريخ كتاب "إنباء الغمر بأبناء العمر" لابن حجر العسقلاني -رحمه الله- ٨٥٢ هـ -المعاصر للمؤلف- فكثيراً ما كان يكرر أقوال ابن حجر ويرددها وينقل نصوصه، والكتاب الآخر والذي جاء بعد المؤلف هو كتاب "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" للسخاوي -رحمه الله- ٩٠٢ هـ. فقد شارك المصنف في ذكر كثير من تراجمه.