فنون وأشغل ودرس وأفتى وحدث بمصر والشام وينبع من طريق الحجاز ودرّس بدمشق بالأتابكية والرواحية وغيرهما.
وناب عن والده في القضاء بالقاهرة وباشر عدة من وظائفه وولي مشيخة الحديث بالقبة المنصورية ولما انتقل والده إلى قضاء الشام ولي عوضه تدريس المنصورية والشافعي ولي القضاء بالقاهرة مستقلًا عوضاً عن ابن جماعة في شعبان سنة تسع وسبعين، وأُعطيت قبة الشافعي للشيخ البلقيني والمنصورية للقرافي، فباشر سنة ونحو أربعة أشهر، ثم أُعيد ابن جماعة في أوائل سنة إحدى وثمانين، واستمر القاضي بدر الدين بطالًا ليس بيده وظيفة أزيد من ثلاث سنين، ثم أعيد للقضاء في سلخ صفر سنة أربع وثمانين ودرس بقبة الشافعي لأن ابن جماعة كان قد أخذها في مباشرته وعوض الشيخ عنها الدرس بجامع طولون فباشر خمس سنين ونحو خمسة أشهر ثم عزل بابن الملقن، فلما توفي ابن جماعة ولي خطابة الجامع الأموي وتدريس الغزالية إلى أن وقعت الفتنة بالشام فصرف في رجب سنة إحدى وتسعين ثم ولي القضاء مرتين على القاضي صدر الدين المناوي وعزل في المرتين به -ومدة مباشرته ولاياته الأربع ثمان سنين وصنف في مدة ثمانية عشر سنة، وكان ليناً في مباشرته وفي لسانه رخاوة.
وكان ولده جلال الدين غالباً على أمره فمقت من أجله.
قال شيخنا ابن حجر: اشتغل في الفقه وغيره فمهر، وكان لين الجانب قليل المهابة بخيلًا بالوظائف حسن الخلق كثير الفكاهة، منصفاً في البحث، وكان أعظم ما يعاب به تمكينه ولده جلال الدين من أمور.
توفي في شهر ربيع الآخر قبيل الفتنة -التمرية سنة ثلاث وثمان مائة وله اثنان وستون سنة إلا أشهر- رحمه الله وعفا عنه.
قلت: هو أفضل أولاد القاضي بهاء الدين أبي البقاء وله أخوة ثلاثة غيره منهم: