كمال الدين أبو البقاء، مولده في حدود الخمسين وسبع مائة.
اشتغل بالعلوم على جماعة منهم الشيخ بهاء الدين السبكي والشيخ جمال الدين الأسنوي، ولما صنف الأسنوي التمهيد مدحه بأبيات فكتب له الشيخ جمال الدين وأثنى عليه ثناءً كثيراً، وتخرّج ومهر في الفنون وقال الشعر.
ولي تدريس الحديث بالقبة الركنية بالقرب من باب النصر، وحجّ مراراً وجاور وتكلم على الناس بجامع الظاهر بالحسينية.
وكان ذا حظ من العبادة والتلاوة لا يفتر لسانه غالباً منها وأفتى ودرس وأخذ عنه فضلاء الطلبة بالقاهرة.
وصنّف التصانيف المفيدة النافعة فمنها شرح المنهاج في أربع مجلدات ضمنه فوائد كثيرة مستطرفة خارجة عن الفقه وقفت على بعضه بالقدس الشريف وهو شرح نافع مفيد، وله الديباجة في شرح سنن ابن ماجة في مجلدات، وكتاب الحيوان وله خطب وله المنظومة الحافلة. . . في الفقه. . . وتعليله.
وكان من أعيان طلبة الشيخ جمال الدين الأسنوي وأحد أئمة الشافعية بالقاهرة محترماً عند الدولة لزهده عما في. . . . .
ويحكى عنه مكاشفات وله دين متين.
توفي إلى رحمة الله تعالى في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمان مائة، وحضره الجم الغفير وكان يوماً مشهوداً، عفا الله عنا وعنه آمين.
قال بعضهم: توفي ليلة الثلاثاء ثالث جمادى الأولى من السنة المذكورة عن نحو. . . . وستين سنة وكان عالماً صالحاً.