إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) سورة آل عمران الآية ١٠٢.
وبعد ... فإن إمام الحرمين الجويني، علَمٌ شامخ من أعلام أصول الفقه، وله باع طويل في هذه المجال، ويظهر هذا جلياً في مؤلفاته في علم أصول الفقه وهي:
١. البرهان في أصول الفقه.
٢. التلخيص في أصول الفقه.
٣. الورقات في أصول الفقه.
وكتاب الورقات على صغر حجمه، يعتبر من أهم المختصرات في علم أصول الفقه.
ولمَّا كان شرح العلامة الشيخ جلال الدين المحلي على الورقات هو أشهر شروحها وأهمها، قمت بتحقيق هذا الشرح حسب أصول علم التحقيق، وخدمته خدمة علمية موثقة، كما سترى إن شاء الله تعالى.
وكان شرح جلال الدين المحلي، قد طبع مراراً إلا أن طبعاته كلها، تخلو من توثيق النص وتحقيقه تحقيقاً علمياً، حسب أصول علم تحقيق المخطوطات، لذا استعنت بالله سبحانه وتعالى، وجمعت ما استطعت من نسخ الشرح، ومن نسخ المتن