للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المفسرون: أفلم يعلم.

وقال الكلبي: هي بلغة النخع «١» حي من العرب.

وقال القاسم معن: هي لغة هوازن.

وقال سحيم بن وثيل الرياحي «٢» :

أقول لهم بالشعب إذ يسرونني ... ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم «٣»

أراد ألم يعلموا، وقوله: هاد يسرونني أي يقتسمونني من الميسر كما يقتسم الجزور.

ويروى: لمسرونني من الأسر.

وقال الآخر:

ألم ييأس الأقوام أني أنا ابنه ... وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا «٤»

ودليل هذا التأويل قراءة ابن عباس: أفلم يتبين، وقيل لابن عباس: المكتوب «أَفَلَمْ يَيْأَسِ» قال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس «٥» .

وأما الفراء: فكان ينكر ذلك ويزعم أنه لم يسمع أحد من العرب يقول: يئست وهو يقول هو في المعنى وإن لم يكن مسموعا يئست بمعنى علمت متوجه إلى ذلك، وذلك أنّ الله تعالى قد أوحى إلى المؤمنين أنه لو شاء الله لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً.

فقال ألم ييئسوا علما يقول ييأسهم العلم فكان العلم فيه مضمرا كما يقول في الأعلام يئست منك أن لا يفلح علما كأنه قول علمته علما.

قال الشاعر:

حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا ... غضفا دواجن قافلا اعصامها «٦»

بمعنى إذا يئسوا من كل شيء مما يمكن إلّا الذي ظهر لهم أرسلوا فهو في معنى: حتى إذا علموا أن ليس وجه إلّا الذي رأوا وانتهى علمهم فكان ما سواه يأسا «٧» .


(١) تفسير القرطبي: ٩/ ٣١٩.
(٢) في المصدر: اليربوعي.
(٣) لسان العرب: ٥/ ٢٩٨.
(٤) كتاب العين: ٧/ ٣٣١.
(٥) تفسير القرطبي: ٩/ ١٣٢٠.
(٦) لسان العرب: ١١/ ٥٦١، جامع البيان للطبري: ١٣/ ٢٠١.
(٧) تفسير الطبري: ١٣/ ٢٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>