للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دينار عن] «١» عكرمة عن ابن عباس عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «كانت الأولى من أمر النسيان، والثانية القدر، ولو صبر موسى لقص الله علينا أكثر مما قص» [٨٧] «٢» .

وقال أبي بن كعب: أما إنه لم ينس، ولكنه من معاريض الكلام. وقال ابن عباس: معناه بما تركت من عهدك، وَلا تُرْهِقْنِي: تعجلني «٣» : وقيل: لا تغشني «٤» مِنْ أَمْرِي عُسْراً، يقول: لا تضيّق عليّ أمري وصحبتي معك.

فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً، قال سعيد بن جبير: وجد الخضر غلمانا يلعبون، وأخذ غلاما ظريفا وضيء الوجه، فأضجعه ثمّ ذبحه بالسكين. وقال ابن عباس: كان لم يبلغ الحلم.

وقال الضحّاك: كان غلاما يعمل بالفساد، وتأذّى منه أبواه: وكان اسمه خش بوذ. وقال شعيب الحيّاني: اسمه حيشور «٥» ، وقال وهب بن منبّه كان اسم أبيه ملاس، واسم أمه رحمي. وقال الكلبي كان فتى يقطع الطريق، ويأخذ المتاع ويلجأ إلى أبويه ويحلفان دونه، فأخذه الخضر فصرعه ثمّ نزع من جسده رأسه. وقال قوم: رفسه برجله فقتله. وقال آخرون: ضرب رأسه بالجدار فقتله.

[أخبرنا عبد الله بن حامد عن أحمد بن عبد الله عن محمد بن عبد الله بن سليمان عن يحيى بن قيس عن أبي إسحاق عن] «٦» سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب قال: سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا «٧» فلمّا قتله قال له موسى: أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً؟» [٨٨]

. أي طاهرة. وقيل: مسلمة. قال الكسائي: الزاكية والزكية لغتان مثل القاسية والقسيّة. قال أبو عمرو: الزاكية: التي لم تذنب قط، والزكية: التي أذنبت ثمّ تابت. بِغَيْرِ نَفْسٍ أي من غير أن قتلت نفسا أوجب عليها القود، لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً:

منكرا؟ وقال قتادة وابن كيسان: النكر: أشد وأعظم من الإمر.

قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً. قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها أي هذه المرّة فَلا تُصاحِبْنِي: فارقني قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً في فراقي.

[أخبرنا عبد الله بن حامد عن مكّي بن عبدان عن عبد الرحمن بن بشير عن حجاج بن محمد: أخبرنا حمزة الزّيات عن أبي إسحاق عن] «٨» سعيد بن جبير عن ابن عباس، عن أبيّ بن كعب قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم


(١) زيادة عن نسخة أصفهان.
(٢) تاريخ مدينة دمشق: ٦١/ ١٥٥ ط. دار الفكر.
(٣) زاد المسير: ٥/ ١٢٠ ونسبه للفراء.
(٤) جامع البيان للطبري: ١٥/ ٣٥٤.
(٥) ذكره في عرائس المجالس: ١٧٢، بلفظ: حسنود.
(٦) زيادة عن نسخة أصفهان.
(٧) مسند أحمد: ٥/ ١٢١. [.....]
(٨) زيادة عن نسخة أصفهان.

<<  <  ج: ص:  >  >>