للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤١٧- أخبرنا أبو الحسين الهمداني، أنبأ أبو الحسن الفقيه، ثنا غياث، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا أبو بكر البغدادي، ثنا يحيى بن عبد الحميد، نا جعفر بن عبد الصمد بن معقل قال:

((سمعت رجلاً يسأل عمي وهباً في المسجد الحرام فقال: حدثني عن زبور داود –عليه السلام- فقال: -وجدت في آخره ثلاثين سطراً: يا داود اسمع مني –والحق أقول- من لقيني وهو يحبني أدخلته الجنة، يا داود اسمع مني –والحق أقول- من لقيني وهو يخاف عذابي لم أعذبه. يا داود اسمع مني –والحق أقول- من لقيني وهو مستحيي من معاصي أنسيت حفظته ذنوبه. يا داود اسمع مني –والحق أقول- لو أن عبداً من عبادي عمل حشو الدنيا ذنوباً ثم ندم حلب شاةٍ فاستغفرني مرةً واحدةً فعلمت من قلبه أنه لا يريد أن يعود إليها ألقيتها عنه أسرع من هبط المطر إلى الأرض. يا داود اسمع مني –والحق أقول- لو أن عبداً ⦗١٩٨⦘ من عبادي أتاني بحسنةٍ واحدةٍ حكمته في جنتي. قال داود –عليه السلام-: إلهي من أجل ذلك لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك. يا داود: إنما يكفي أوليائي السير من العمل كما يكفي الطعام من الملح. هل تدري يا داود متى أتولاهم؟ إذا طهروا قلوبهم من الشرك ونزعوا من قلوبهم الشك وعلموا أن لي جنةً وناراً وأنا أحيي وأميت وأبعث من في القبور، ولم أتخذ صاحبةً ولا ولداً، فإن توفيتهم بسير من العمل وهم يوقنون بذلك، جعلته عظيماً، هل تدري يا داود من أسرع الناس مراً على الصراط: الذين يرضون بحكمي وألسنتهم رطبة من ذكري. هل تدري يا داود أي المؤمنين أحب إلي؟ الذي إذا قال: لا إله إلا الله اقشعر جلده، إني أكره له الموت كما يكره الوالد لولده، ولا بد له منه، إني أريد أن أسره في دار سوى هذه، فإن نعيمها فيها بلاء، ورخاءها فيها شدة فيها عدو ولا يألونهم فيه خبالاً، من أجل ذلك عجلت أوليائي إلى الجنة لولا ذلك ما مات آدم وولده حتى ينفخ في الصور. يا داود ما تقول في نفسك؟ تقول: قطعت عليهم عبادتهم، أما تعلم ما أتيت عبدي المؤمن على عثرةٍ يعثرها فكيف إذا ذاق الموت، وهو من أعظم المصيبات، وهو بين أطباق التراب. إنما أحبه طول ما أحبه لأعظم له الأجر، وأجري عمله أحسن ما كان يعمل إلى يوم القيامة. يا داود من أجل ذلك سميت نفسي: أرحم الراحمين)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>