عيسى بن مينا، ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن يزيد بن عبد الله، عن عيسى بن أبي عامر الشعبي، عن النعمان بن بشير –﵁ أنه سمع رسول الله ﷺ يقول:
«الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك مشتبهات، فمن تركهن كان أوفر لعرضه ودينه، ومن رتع فيهن أوشك أن يقع في الحرام، كمن وقع في حلال في جانب حمى يوشك أن يقع فيه، إن لكل ملك حمى وإن حمى الله في الأرض محارمه».
١١١٨ - أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق في كتابه، أنبأ أبو محمد الحسن بن محمد بن يوه، أنبأ أبو الحسن اللبناني، ثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني القاسم بن هاشم حدثني الخطاب بن عثمان الفوزي، كان يقال: إنه من الأبرار، ثنا عبيد بن القاسم الأسدي عن العلاء بن ثعلبة الأسدي، عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع –﵁ قال:
«قد أتيت النبي ﷺ بمسجد الخيف، فقال لي أصحابه: إليك يا واثلة تنح عن وجه رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: دعوه فإنما جاء ليسأل قال: فقلت: بأبي وأمي تفتينا بأمرٍ نأخذه عنك من بعدك قال: لتفتك نفسك قلت: وكيف لي بذاك؟ قال: ضع يدك على قلبك فإن الفؤاد ليسكن بالحلال ولا يسكن بالحرام، وإن الورع المسلم يدع الصغير مخافة أن يقع في الكبير».
قوله: تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك: أي متجاوزاً إلى ما لا يريبك، أي تترك ما تشك فيه وتعمل ما لا تشك فيه.