أنبأ عبد الملك بن الحسن الإسفراييني، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو إسماعيل: محمد بن إسماعيل الترمذي، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان بن سعيد، عن سلمة بن كهيل، عن كريب، عن ابن عباس ﵁ قال:
«بت عند خالتي ميمونة فقام النبي ﷺ فأتى حاجته ثم غسل يديه ووجهه ثم مال إلى القربة فأطلق شناقها ثم توضأ وضوءاً بين الوضوءين لم يكثر، وقد أبلغ، ثم قام يصلي فقمت فتمطيت كراهية أن يرى أني كنت أرقبه، فقمت فتوضأت فقام يصلي فقمت عن يساره فأخذ برأسي فحولني عن يمينه أو قال: فأخذ بأذني حتى أدارني وكنت عن يمينه فتكاملت صلاة رسول الله ﷺ ثلاث عشرة ركعة. ثم نام النبي ﷺ حتى نفخ وكان إذا نام نفخ، فأتاه بلال فآذنه بالصلاة فقام يصلي ولم يتوضأ وكان في دعائه: اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي سمعي نوراً وفي لساني نوراً وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً ومن تحتي نوراً ومن فوقي نوراً وبين يدي نوراً ومن خلفي نوراً وأعظم لي نوراً، قال كريب: وست عندي مكتوبات في التابوت، ومخي وعقبي وشعري وبشري وعظامي».
الشناق: الخيط الذي يشد على فم القربة، وقوله: لم يكثر منه وقد أبلغ: أي لم يكثر صب الماء وقد أسبغ الوضوء، والتابوت: بيت صغير من خشب يوضع فيه الكتب وغيرها كالصندوق.
ومن فائدة الحديث: أن أفضل ما يعطى العبد: النور الذي يستنير به جوارحه ويصل إلى مرضاة ربه.
[فصل في الدعاء إذا أصابه هم أو غم]
١٣٠٤ - أخبرنا خاقان بن المطهر بنيسابور، أنبأ محمد بن موسى بن شاذان، ثنا محمد بن عبد الله الصفار، ثنا عبد الله بن محمد بن