«كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم. وفيه دخنٌ. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم. دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قدموه فيها. قلت: يا رسول الله فما تأمرني إن أدركني ذلك. قال: فالزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على كذلك. قلت: يا رسول الله: صفهم لنا. قال: هم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا».
يقال للشيئين اللذين يتماثلان: هما مثلان، حذو النعل بالنعل وشبه القذة بالقذة. والدخن: الفساد مأخوذ من الدخان أي خير يتضمن فساداً ويخالطه فتنة. وقوله: من جلدتنا: أي على خلقتنا.
وقوله: يتكلمون بألسنتنا. يمكن أن يراد به أنهم يتكلمون بالعربية ويمكن أن يراد به أنهم من بني آدم خلقوا كما خلقنا ويتكلمون كما نتكلم.
[فصل]
٩٦٧ - أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد الحداد، أنبأ عبد العزيز وعبد الواحد، أنبأ أحمد بن فاذويه قالا: ثنا أبو محمد بن مندويه، ثنا محمد بن إبراهيم الأبهري، ثنا أحمد بن سهل البغدادي، ثنا الوليد بن شجاع، ثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن الأوزاعي قال: