للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٤- أخبرنا أبو عمرو، أنا والدي؛ أنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي؛ ثنا أبو خالد يزيد بن محمد بن حماد العقيلي؛ ثنا عبد الرحيم بن حماد الثقفي؛ ثنا الأعمش؛ عن إبراهيم عن علقمة أن ابن مسعود- رضي الله عنه - قال:

((بينا نحن عند رسول الله وهو يحدثنا؛ إذ أقبل رجل في هيئة أعرابي كأنه مسافر فقال: السلام عليك يا رسول الله؛ السلام عليكم؛ فرد ⦗١٣٢⦘ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورددنا عليه. فقال: أدنو منك يا رسول الله؟ فقال له: نعم. فدنا رتوة أو رتوتين. حتى وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله؛ أخبرني عن الإيمان قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. قال: صدقت – فتعجبنا من قوله: ((صدقت)) . كأنه قد علم ذلك – ثم قال: ما الإسلام؟ قال: إقام الصلاة؛ وإيتاء الزكاة؛ وحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً؛ وصيام شهر رمضان؛ والاغتسال من الجنابة. قال: صدقت -فتعجنا من قوله: ((صدقت)) كأنه قد علم ذلك- قال: فأخبرني عن الإحسان ما هو؟ قال:

((إن تعمل لله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) .

قال: صدقت – فتعجبنا من قوله - قال: فأخبرني متى الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل؛ قال: ثم انصرف الرجل؛ ونحن نراه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم علي بالرجل؛ فثرنا في أثره فما حسسنا له أثراً؛ - أو: ما رأينا شيئاً - فأعلمنا ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ذاكم جبريل يعلمكم دينكم؛ وما أتاني في صورة قط إلا وأنا أعرفه فيها قبل هذه الصورة)) .

قوله: (رتوة أو رتوتين) : أي خطوة أو خطوتين. وقوله: (علي بالرجل) : أي جيئوني به. (فثرنا) : أي عدونا. يقال: ثار الغبار إذا هاج؛ (فما حسسنا) : أي فما وجدنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>