خلق الله إلا الجن والإنس فيقولون: يا أمة محمد اخرجوا إلى رب كريم يغفر العظيم، فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله –﷿ يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟ فيقول الملائكة: إلهنا وسيدنا جزاؤه أن توفيه أجره، فيقول الله تعالى: أشهدكم يا ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضائي ومغفرتي، ويقول الله: سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم في جمعكم هذا لآخرتكم إلا أعطيتكموه ولا لدنيا إلا نظرت لكم، وعزتي لأسترن عليكم عثراتكم ما راقبتموني، وعزتي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الحدود أو الجدود –شك أبو عمرو- انصرفوا مغفوراً لكم قد أرضيتموني ورضيت عنكم، قال: فتفرح الملائكة ويستبشرون بما يعطي الله هذه الأمة بما أفطروا».
[فصل في الترهيب من قول الزور والغيبة والبهتان والشتم يوم الصوم]
١٧٦٩ - أخبرنا محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ جعفر بن محمد الفقيه، أنبأ أبو عمرو: أحمد بن الحسن بن إسماعيل، ثنا أحمد بن عصام، ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن أبي صالح الزيات، عن أبي هريرة –﵁ قال: قال رسول الله ﷺ:
«قال الله –﵎: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله أحد فليقل: إني امرؤ صائم، فوالذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه».