«أن العرب كانت تخدم بعضهم بعضاً في الأسفار فكان مع أبي بكر وعمر –﵄ رجلٌ يخدمهما فاستيقظ ذات يوم فلم يهيئ لهما طعاماً –وفي رواية وهو نائم لم يهيئ لهما طعاماً- فقال أحدهما لصاحبه: إن هذا ليوائم بينكم فانعطاه، فقالا: اذهب إلى النبي ﷺ فأقرئه السلام واستأدمه لنا: فأتاه فقال: إن أبا بكر وعمر يقرئانك السلام وهما يستأذنانك فأدمهما. قال: اذهب فأخبرهما أنهما قد ائتدما. فأخبرهما فقالا: ما ائتدمنا. فأتياه فقالا: يا رسول الله بعثنا إليك نستأدمك فزعمت أنا قد ائتدمنا. فبم ائتدمنا؟ قال: بلحم أخيكما! والذي نفسي بيده إني لأرى لحمه بين ثناياكما! قالا: فاستغفر لنا يا رسول الله. قال: هو فليستغفر لكما».
[الموائمة]: الموافقة، ومعناه: إن هذا النوم يشبه نوم البيت لا نوم السفر – عابوه بكثرة النوم.
وقوله:[واستأدمه لنا] أي: اطلب منه الإدام لنا.
[فصل]
٢٢٣٢ - أخبرنا بركة بن أحمد الواسطي ببغداد، أخبرنا أبو عبد الله المحاملي، أنبأ أبو القاسم: عمر بن جعفر، حدثنا إبراهيم الحربي، حدثنا أبو بكر بن نافع، ثنا يحيى بن كثير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عطاء، عن جابر –﵁ قال:
«كنا مع النبي ﷺ في سفر فأتى على قبرين يعذبان فقال: أما