جنبه، وأما الثالث فأبعده. فقال: هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا الإنسان، وهذا الأجل، وهذا الأمل، يتعاطاه ثم يختلجه الأجل دون الأمل».
١٧٥ - قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، ثنا العباس بن جعفر، ثنا محمد بن المصفى، ثنا محمد بن حمير، أنا ابن أبي مريم، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي سعيد الخدري –﵁ قال:
«اشترى أسامة بن زيد وليدة بمائة دينار إلى شهر، فسمعت رسول الله ﷺ يقول: ألا تعجبون من أسامة المشتري إلى شهر؟ إن أسامة لطويل الأمل، والذي نفسي بيده ما طرفت عيناي إلا ظننت أن شفرتي لا تلتقيان حتى يقبض الله روحي، ولا رفعت طرفي وظننت أني واضعه حتى أقبض ولا لقمت لقمة إلا ظننت أني لا أسيغها حتى أغص بها من الموت، والذي نفسي بيده إنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين».
[فصل]
١٧٦ - أخبرنا تميم بن علي الواعظ، أنا علي بن شجاع، أنا محمد بن عبد الرحمن الغزال الحافظ، حدثني عبد الملك بن بحر المكي، ثنا ابن أبي مسرة، ثنا خلاد، ثنا سفيان، عن يزيد الباجي، عن مهاجر العامري، عن علي –﵁ قال:
«أخوف ما أخاف عليكم ثنتان: اتباع الهوى، وطول الأمل. فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وطول الأمل ينسي الآخرة. وارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحد منهما بنون، فكونوا