للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٨٩- أخبرنا أحمد بن الحسين الصالحاني، أنبأ جدي محمد بن إبراهيم الصالحاني، ثنا أبو الشيخ، ثنا أحمد بن خالد الرازي، ثنا محمد بن حميد، ثنا نعيم بن ميسرة النحوي، عن السدي قال:

((خرج عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- فإذا هو بضوء نار ومعه عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- فاتبع الضوء حتى دخل داراً فإذا سراج في بيت فدخل –وذاك في جوف الليل- فإذا شيخ جالس وبين يديه شراب وقينة تغنيه فلم يشعر حتى هجم عليه فقال عمر –رضي الله عنه-: ما رأيت كالليلة منظراً أقبح من شيخ ينتظر أجله، فرفع الشيخ رأسه إليه فقال: بل يا أمير المؤمنين ما صنعت أنت أقبح، إنك قد تجسست وقد نهي عن التجسس، ودخلت بغير إذن فقال عمر –رضي الله عنه-: صدقت. ثم خرج عاضاً على يديه يبكي، وقال: ثكلت عمر أمه إن لم يغفر له ربه. تجد هذا كان يستخفى بهذا من أهله فيقول: الآن رآني عمر فيتابع فيه، قال: وهجر الشيخ مجالس عمر –رضي الله عنه- حيناً فبينا عمر بعد ذلك حين جالس إذا هو به قد جاء شبه المستخفي حتى جلس في أخريات الناس، فرآه عمر –رضي الله عنه- فقال: علي بهذا الشيخ، فأبى فقيل له: أجب، فقام وهو يرى أن عمر سيؤنبه بما رأى منه فقال له عمر –رضي الله عنه-: ادن مني فما زال يدنيه حتى أجلسه ⦗٣٩٩⦘ بجنبه، وقال له: ادن مني أذنك فالتقم أذنه وقال: أما والذي بعث محمداً بالحق رسولاً ما أخبرت أحداً من الناس بما رأيت منك ولا ابن مسعود، فإنه كان معي، فقال: يا أمير المؤمنين ادن مني أذنك، فالتقم أذنه فقال: ولا أنا والذي بعث محمداً بالحق رسولاً ما عدت إليه حتى جلست مجلسي هذا. فرفع عمر –رضي الله عنه- صوته يكبر ما يدري الناس من أي شيء يكبر)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>