فحرك لسانك بذكر الله –﷿ ما استطعت وأحب لله وأبغض لله، يا أبا رزين: أشعرت أن الرجل إذا خرج من بيته زائراً أخاه في الله –﷿ شيعه سبعون ألف ملك يصلون عليه. يقولون: -ربنا إنه قد رحل فيك فصله، فإن استطعت أن تعمل جسدك في ذلك فافعل».
[فصل]
١٣٧٦ - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، ثنا علي بن عيسى بن عبدويه وعلي بن محمد بن نصر قالا: ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد، ثنا أمية بن بسطام، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة –﵁ عن النبي ﷺ قال:
«إن لله ملائكة فضلاً يبتغون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلساً فيه ذكر جلسوا معهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء، فيسألهم الله وهو أعلم فيقول: من أين جئتم؟ فيقولون: -أتيناك من عند عبادٍ لك في الأرض يحمدونك ويهللونك ويكبرونك ويسبحونك ويسألونك، قال: وما يسألون؛ قالوا: يسألون جنتك، فيقول: وهل رأوا جنتي؟ فيقولون: لا أي رب. فيقول: كيف لو رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك، قال: ومم يستجيروني؟ فيقولون: من نارك، قال: فيقول: وهل رأوا ناري؟ قال: فيقولون: لا يا رب. قال: فيقول: كيف لو رأوا ناري؟ قالوا: ويستغفرونك، قال: يقول: قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا فيقولون: فيهم عبدك الخطاء إنما مر فقعد، فيقول: وله غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم».