من الغيبة حتى أقبل النبي ﷺ منصرفاً من الصلاة فلما سمعتا صوته سكتتا حتى قام بفناء البيت فألقى طرف ثوبه على أنفه ثم قال: أفٍ أفٍ .. .. اخرجا فاستقيئا ثم تطهرا بالماء.
ففعلت أم سلمة الذي أمرها به من الاستقاء فقاءت لحماً كثيراً قد أصل، فلما رأت كثرة اللحم تذكرت أحدث لحم أكلته فوجدته في أول جمعتين قد مضيا أهدي لرسول الله ﷺ على عظمٍ فنهشت منه بضعة فسألها عما قاءت، فقال: ذاك لحم ظلت تأكلينه، فلا تعودي أنت ولا صاحبتك فيما كنتما فيه من الغيبة. وأخبرتها صاحبتها أنها قاءت مثل الذي قاءت من اللحم».
[العس]: القدح الكبير. و [اللحم الغاب]: ما قد بات ليلة، و [لحم غريض] أي: طريّ.
وقوله:[أف أف]: قال ابن الأنباري: معناه لاستقذار لما شم.
وقال أهل اللغة: يقال لكل ما يضجر منه ويستقل: [أف له] وقوله: [قد أصل] أي: قد أنتن.
و [النهش]: أخذ ما على العظم من اللحم بأطراف الأسنان.
[فصل]
٢٢٤٠ - أخبرنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، حدثنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، ثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن جعفر بن أعين، ثنا محمد بن أيوب المقابري، ثنا أسباط بن محمد، عن أبي رجاء الخراساني، عن عباد بن كثير، عن سعيد الجريري، عن