للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل]

١٤٨٤- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ عبد الملك بن محمد بن بشران، أنبأ أحمد بن الفضل بن عباس بن خزيمة، ثنا أبو إسماعيل الترمذي، ثنا أبو صالح قال: حدثني معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر أنه حدثه: أن أبا أمامة –رضي الله عنه- حدثه أنه قال:

((خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال: إني رأيت رؤيا –وهي حق- فاعقلوها: أتاني رجل فأخذ بيدي فاستتبعني حتى أتى جبلاً وعراً طويلاً فقال لي: ارقه: قلت: لا أستطيع فقال: إني سأسهله لك، فجعلت كلما رفعت قدمي وضعتها على درجةٍ حتى استوينا على سواء الجبل قال: فانطلقنا فإذا نحن برجالٍ ونساءٍ مشققة أشداقهم قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء يقولون ما لا يفعلون. ثم انطلقنا فإذا نحن برجالٍ ونساءٍ مسمرة أعينهم وآذانهم فقلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء يرون أعينهم ما لا ترى ويسمعون آذانهم ما لا يسمعون قال: ثم انطلقنا فإذا نحن بنساءٍ معلقاتٍ بقراقيبهن، مصوبة رؤوسهن، تنهش أثداءهن الحيات قلت: ما هؤلاء؟! قال: هؤلاء الذين يمنعن أولادهن ألبانهن. فانطلقنا فإذا نحن برجالٍ ونساءٍ معلقين بعراقيبهم مصوبة رؤوسهم يلحسون من ماءٍ قليل وحماة. قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يصومون، ثم يفطرون قبل تحلة صومهم. قال: ثم ⦗٢٢٩⦘ انطلقنا فإذا نحن برجالٍ ونساءٍ أقبح شيء منظراً وأقبحه لبوساً وأنتنه ريحاً كأنما ريحهم ريح المراحيض قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزناة. قال: ثم انطلقنا فإذا نحن بموتى أشد شيء انتفاخاً وأقبحه ريحاً قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى الكفار. قال: ثم انطلقنا فإذا نحن نرى دخاناً ونسمع روعاً. قال: قلت: ما هذا؟ قال: هذه جهنم فدعها، ثم انطلقنا فإذا نحن برجالٍ تحت ظلال الشجر قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى المسلمين. قال: ثم انطلقنا فإذا نحن بغلمان وجوارٍ يعلبون بين نهرين، قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذرية المؤمنين. قال: ثم انطلقنا، فإذا نحن برجالٍ أحسن شيءٍ وجوهاً، وأحسنه لبوساً، وأطيبه ريحاً كأن وجوههم القراطيس، قال: قلت: ما هؤلاء؟! قال: هؤلاء الصديقون والشهداء والصالحون. قال: ثم انطلقنا فإذا نحن بثلاث نفر يشربون حمراً لهم ويتغنون، قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذلك زيد بن حارثة، وجعفر، وابن رواحة، فملت قبلهم فقالوا لي: قد أنى لك ثلاث مرات. قال: ثم رفعت رأسي فإذا ثلاث نفرٍ تحت العرش، قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذلك أبوك إبراهيم وموسى وعيسى –عليهم السلام- وهم ينظرونك)) .

قوله (سواء الجبل) : أي وسطه على أعلاه و (أثداء) : جمع ثدي، و (العراقيب) : جمع العرقوب، وهو مؤخر القدم، و (مصوبة) : منكسة. و (تنهش) : تلسع، و (الأشداق) : جمع شدق وهو جانب الفم. و (مسمرة) : مسدود بمسامير. (قبل تحلة صومهم) أي: قبل انقضاء صومهم وقبل خروج وقت صومهم. و (المراحيض) : جمع المرحاض وهو موضع غسالة النجاسات. و (الروع) : الحركة والارتعاش، يريد حركة وصوتاً، وقوله (قد أنى لك) : أي قرب خروجك من الدنيا) .

<<  <  ج: ص:  >  >>