أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن كامل بن خلف، ثنا عبد الله بن روح المدائني، ثنا سلام بن سليمان المدائني، ثنا سلام بن مسلم الطويل، عن زياد، عن أنس بن مالك ﵁ قال:
«جاء رجل من الأنصار يسأل النبي ﷺ وجاء رجل من ثقيف فقال رسول الله ﷺ: يا أخا ثقيف إن أخا الأنصار قد سبقك بالمسألة فاجلس نبدأ بحاجة الأنصاري قبل حاجتك، فتغير وجه الثقفي، فقام الأنصاري فقال: يا رسول الله ابدأ بحاجة الثقفي قبل حاجتي، فإني رأيته آنفاً أخاف أن يكون وجد عليك وأن لي كذا وكذا، فدعا رسول الله ﷺ للأنصاري بخير ثم قال: يا أخا ثقيف سلني عما بدا لك وإن شئت أنبأتك بالذي جئت تسأل عنه فقال: يا رسول الله فأخبرني فهو أعجب إلي. قال: جئت تسأل أي الشهر تصوم وأي الليل تقوم؟ جئت تسألني كيف تصنع في ركوعك؟ وكيف تصنع في سجودك؟ قال: والذي بعثك بالحق للذي أردت أن أسألك عنه، قال: فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، وقم أول الليل وقم أوسط الليل وقم آخر الليل، فإن قمت في وسطه إلى آخره فأنت أنت إذاً، فإذا ركعت فضع يديك على ركبتيك وفرق بين أصابعك، فإذا سجدت فلتمكن جبهتك من الأرض، ولا تنقر نقراً، ثم قال: يا أخا الأنصار سلني عما بدا لك، وإن شئت أنبأتك بالذي جئت تسألني عنه فقال: يا رسول الله حدثني كما حدثت صاحبي فهو أعجب إلي. قال: جئت تسألني عن خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام ما لك فيه؟ وجئت تسألني عن حلقك رأسك ما لك فيه؟ وجئت تسألني عن طوافك بالبيت ما لك فيه؟ أجئت تسألني عن شيء غيره؟ قال: والذي بعثك بالحق إنه للذي أردت أن أسألك عنه، قال: فإن خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام يكتب الله لك بكل خطوة تخطوها حسنة ويحط عنك بها خطيئة، ويرفع لك بها درجة، وأما وقوفك بعرفات فإن الله تعالى يطلع إلى أهل عرفات فيقول: عبادي أتوني شعثاً غبراً أتوني من كل