٩٩ - كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ قرأ البزي بخلاف عنه بتشديد تاء تمنون وصلا، والباقون بالتخفيف، وهو في الميم على أصله من صلتها بواو في اللفظ فيلتقي مع الساكن اللازم المدغم فيمد طويلا والتخفيف عنه أشهر وأظهر، ولم يعلم التشديد إلا من طريق الداني، وقال المحقق: ولم نعلم أحدا ذكر كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ وفَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ سوى الداني من طريق أبي الفرج محمد بن عبد الله النجاد المقرئ، وهو لم يقرأ بذلك، ويدل عليه قوله في التيسير بعد أن قال البزي يشدد التاء في أحد وثلاثين موضعا وعدها، وزاد أبو الفرج النجاد المقرئ من قراءته عن أبي الفتح بن برهان عن أبي بكر الزينبي عن أبي ربيعة عن البزي عن أصحابه عن ابن كثير أنه شدد التاء في كنتم تمنون وفظلتم تفكهون
وقال في مفرداته وزادني أبو الفرج، وهذا صريح في المشافهة، ولكني أقول كما قال المحقق رحمه الله في نشره، ولولا إثباتهما في التيسير والشاطبية والتزامنا بذكر ما فيهما من الصحيح ودخولهما في ضابط نص البزي وهو كل تاء تكون في أول فعل مستقبل يحسن معها تاء أخرى، ولم ترسم خطّا لما ذكرناهما لأن طريق الزينبي لم تكن في كتابنا وذكر الداني لهما في تيسيره اختيار، والشاطبي تبع له إذ لم يكونا من طرق كتابيهما، وهذا موضع يتعين التنبيه عليه ولا يهتدي إليه إلا حذاق الأئمة الجامعين بين الرواية والدراية، والكشف والإتقان.