والصواب ما ذكرناه وهو الذي يؤخذ من كلام المحقق ونصه: إذا وقع بعد الثانية من المفتوحتين ألف في مذهب المبدلين أيضا وذلك في موضعين:
جاءَ آلَ لُوطٍ وجاءَ آلَ فِرْعَوْنَ هل تبدل الثانية فيهما كسائر الباب أم تسهل من أجل الألف بعدها؟ قال الداني: اختلف أصحابنا في ذلك فقال بعضهم: لا يبدلها فيهما لأن بعدها ألفا، فيجتمع ألفان واجتماعهما متعذر فوجب لذلك أن تكون بين بين لا غير لأن همزة بين بين في زنة المتحركة، وقال آخرون: يبدلها فيهما كسائر الباب ثم فيهما بعد البدل وجهان:
الأول: أن تحذف للساكنين.
والثاني: أن لا تحذف ويزاد في المد فيفصل بتلك الزيادة بين الساكنين ويمنع من اجتماعهما.
وهذا جيد وقد أجاز بعضهم على وجه الحذف الزيادة في المد على مذهب من روى المد عن الأزرق لوقوع حرف المد بعد همز ثابت فحكى فيه المد والتوسط والقصر، وفي ذلك نظر لا يخفى.
وهذا كلام نفيس ناهيك بقائليه- رضي الله عنهما ورحمهما-، وهو ظاهر فيما قلنا والرد على من خالفنا، لأن قوله يحذف للساكنين هو القصر، وقوله أن لا يحذف، ويزاد في المد هو الطويل لأن الألفين توسطا وبزيادة الألف صار طويلا وهو مصرح به في كلام مكي وأخذ الرد ظاهر فلا نطيل به والله أعلم.