للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثناة ساكنة التابعي الجليل أنه قال أرسل إليّ مجاهد وعنده ابن أبي لبابة فقالا: إنا أرسلنا إليك لأنا أردنا أن نختم القرآن والدعاء يستجاب عند ختم القرآن فلما فرغوا من ختم القرآن دعا بدعوات وفي بعض رواياته: وأنه كان يقال: إن الرحمة تنزل عند خاتمة القرآن، وروى الدارمي في مسنده عن حميد الأعرج قال من قرأ القرآن ثم دعا أمّن على دعائه أربعة آلاف ملك، ونص جماعة من العلماء المقتدى بهم كأحمد بن حنبل على استحباب الدعاء عند الختم وقال النووي: ويستحب الدعاء عند الختم استحبابا متأكدا تأكيدا شديدا، وقال المحقق: وأهم الأمور المتعلقة بالختم الدعاء وهو سنة تلقاه الخلف عن السلف انتهى، واختار ابن عرفة الجواز لما ورد فيه وشاع العمل به في المشرق والمغرب فينبغي الاعتناء به إذ العبد ولو عظمت ذنوبه لا يمنعه ذلك من الرجوع إلى ربه إذ لا يجد مولى آخر يقف عليه ولا ملجأ ولا منجي من الله إلا إليه لا سيما بعد أمره لنا بالدعاء والسؤال وأنه يغضب على من لم يمش على هذا المنوال. وينبغي للداعي مراعاة أركان الدعاء وشروطه وآدابه وقد بيناها في كتابنا «مغنى السائلين من فضل رب العالمين» فلا نطيل بها فمنها اختيار الأدعية المأثورة والثناء على الله تعالى قبل الدعاء وبعده وكذلك الصلاة والسلام على النبي- صلى الله عليه وسلّم- والمبالغة في الخضوع والتذلل والخشوع وإظهار الفقر والفاقة وذل العبودية للرب القادر الغني الكريم ومن تأمل في أدعية أحباب الله وخواصه من خلقه عرف كيف يدعو ربه فمن دعاء آدم وحواء عليهما السلام: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ومن دعاء سليمان عليه السلام: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين، ومن دعاء موسى عليه السلام: رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير، قال المحقق الحافظ ابن عبد الرحيم الحسين العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ومن خطه نقلت:

<<  <   >  >>