الحمدُ للهِ القائلِ في كِتَابِهِ الكَريمِ:{فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}[التوبة: ١٢٢]، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ القائلِ:«مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»(١)، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الغُرِّ المَيامينِ، وعلى مَن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ. أمَّا بعدُ:
فهذا الجزءُ الثَّاني مِن «مكتبة المبتدئِ في طَلَبِ العِلْمِ»، وقد كانَ الجزءُ الأوَّلُ في «العقيدةِ»، وهو شرحٌ لمتن «أصول السنة»؛ للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، سَمَّيْتُه «لطائفُ المِنَّةِ بشرحِ أُصُولِ السُّنَّةِ».
وبَعْدَ أن انتهيتُ مِنه بِحَوْلِ اللهِ وقُوَّتِه؛ شَرَعْتُ فِي الجزءِ الثَّاني، وهو في الفِقْهِ، وقد اخترتُ مَتْنَ «الغاية والتَّقريب» في الفقهِ الشَّافعيِّ، ووشَّيْتُه بشرحٍ لطيفٍ سمَّيْتُه:«إتحافُ الأريبِ بشرحِ الغايةِ والتَّقريبِ».
ومِن المَعْلُومِ أنَّ الفقهَ دلائلُ ومسائلُ، ولذا كانت المتونُ المصنَّفةُ فيه على نوعين: