٢. طرق الإسناد: ضمّ كتاب الكنز حشدا كبيرا من رجالات أسانيد القراءات وذلك من خلال عرضه لطريق العراقيين وطريق المصريين كما أسلفنا. وكان طريق العراقيين يتشكّل من خطّ أوّل مباشر تعداده أربعة شيوخ وهم: أحمد ومحمد ابنا غزال وأحمد بن المحروق وعلىّ بن عبد الكريم المعروف بخريم. وهؤلاء الأربعة هم الشيوخ الواسطيون الذين تلقّي عنهم المؤلف القراءات تلقّيا مباشرا. وعن هؤلاء تتفرع الأسانيد الكثيرة لترتقي إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بما جعل المؤلف يأخذ قراءات الأئمة العشرة بثلاث وعشرين رواية ثم أخذه عن الشيخ أحمد بن غزال قراءة نافع ويعقوب وحمزة والكسائي بخمس روايات. وعن الشيخ محمد بن غزال أخذ قراءة أبي عمرو برواية واحدة. وعن الشيخ على خريم قراءة أبي عمرو بروايتين. وعن الشيخين أحمد بن غزال وأحمد بن المحروق أخذ قراءة كل من ابن عامر وأبي عمرو برواية واحدة لكل منهما. وعلى هذا يكون طريق العراقيين قد ضمّ ثلاثا وثلاثين رواية.
أما طريق المصريين فتشكّل خطّه الأول المباشر من الشيخ تقي الدين ابن الصائغ الذى أخذ عنه الواسطى القراءات مباشرة بأسانيد متعددة في أربع عشرة رواية. فقد أخذ قراءات كلّ القراء عدا أبي جعفر ويعقوب وخلف بمضمون روايتين لكلّ منهم.
وعلى هذا تكون الروايات المجموعة عن طريق العراقيين والمصريين سبعا وأربعين رواية لم ترد عند كثير من الذين ألّفوا قبل الواسطي في هذا العلم دلالة على السّعة التي اتّسم بها هذا الكتاب.
٣. القضايا النّحوية واللغوية: إن الإشارات التي أشار إليها الواسطي بخصوص القضايا النحوية واللغوية كانت قليلة إذا ما قيست بما تحمله القراءات القرآنية نفسها من هذه المسائل. فإنّ مما لا شكّ فيه أن القراءات التي وردت في الكنز حملت الكثير من مسائل العربية وهي تحتاج إلى دراسات مستفيضة وربما احتاجت كلّ